قدمت إذاعة دمشق منذ تأسيسها المسلسل الإذاعي حكم العدالة الذي حمل طابعأً بوليسياً استمد أحداثه من ملفات القضاء السوري والعالمي.
وتوجه المسلسل إلى جميع شرائح المجتمع بفضل أسلوب الطرح السهل والبسيط الذي يتناسب مع مستمعي الإذاعة من مختلف الأجناس والأعمار، ويحاول التأثير فيهم من خلال القيم والرسائل التوعوية التي يتضمنها، لأجل التحذير من خطورة ارتكاب الجنايات وتبعاتها، وإطلاعهم على الزوايا المختلفة لكل قضية.
البدايات
انطلق “حكم العدالة” عام 1977 من دائرة التمثيليات في إذاعة دمشق، وهو من إخراج أحمد عنقا، وشارك في حلقاته ممثلون سوريون عديدون، خاصة من فناني الجيل الأول، من أمثال هالة حسني، ياسر العظمة، طلحت حمدي، صالح الحايك، سليم كلاس، رفيق سبيعي، فاديا خطاب، وغيرهم.
وحصل المسلسل على عدد كبير من الجوائز الذهبية، ففي مهرجان القاهرة عام 1996 حصد 3 جوائز ذهبية تسلمها الممثل علي عبد الكريم.
4 عقود والعمل مستمر
تركز حلقات المسلسل على جرائم القتل، وغالباً ما تنتهي باكتشاف الفاعل بعد فضح الثغرات التي يقع فيها مرتكبوها، وما يليها من إجراءات قضائية وفقاً للقوانين المعمول بها، وتتمحور الشخصيات فيه حول القاتل والضحية والجهات القضائية، وتتسلسل الأحداث ابتداء بالجرم وتستمر بكشف “الرائد هشام” ملابسات الجريمة وتحويل المجرم إلى المساعد جميل، قبل إصدار الحكم في القضية، وقد حقق العمل متابعة عالية ما سمح باستمرار بث حلقاته الأسبوعية لأكثر من 4 عقود.
توفي مؤلف المسلسل المحامي هائل منيب اليوسفي عام 2012 عن عمر 77 عاماً، وهو من مواليد حلب عام 1935، لكنه عاش جل حياته في دمشق، حيث عمل فيها محامياً وقضى عشرات السنوات يكتب حلقات المسلسل التي وصل عددها إلى نحو 5 آلاف حلقة.
تراجع دور الإذعة في المجتمع مع التطور الكبير الذي شهده العقد الأخير، لكن “حكم العدالة” ظل متداولاً بين الناس وأثبت أن العمل الجيد المهني يترك بصمة لا تمحى.