صناعة التريند.. امتهان الكذب لحصد المشاهدات وكسب المال

يشهد “عالم الافتراض” اليوم فوضى عارمة فرضتها المنصات الرقمية المختلفة مثل فيسبوك وانستغرام وتيك توك وغيرها من المنصات التي تحوي ملايين الحسابات والصفحات الحقيقية منها والوهمية، حيث بات الخبر الحقيقي ينتشر مثله مثل الشائعات والأخبار الملفقة، ومما زاد من هذه الفوضى إمكانية “الربح من الإنترنت” وبالتحديد الربح من منصات تعتمد في خوارزمياتها على الانتشار والتفاعل ونسب المشاهدات، فكلما زادت نسب التفاعل والمشاهدات على المنشورات كلما زاد الربح.

ووفق هذه التجارة الجديدة إن صح التعبير تهافت الآلاف لإطلاق صفحات وحسابات على هذه المنصات ليتمكنوا من تحقيق أرباح عن طريق هذه المهنة الجديدة التي أدت لظهور “إعلام جديد” وإعلاميين افتراضيين، كثير منهم يمتلكون مصداقية وأخلاقيات عالية ويسهمون بشكل أو بآخر في إثراء التجربة الإعلامية الافترضية لجهة توخي الدقة والمصداقية في نشر الخبر.
لكن وفي نفس السياق ظهرت العديد من الصفحات والمنصات المشبوهة التي لا يملك أصحابها أية خبرة أو ثقافة تمكنهم من صناعة محتوى “هادف”، لذا يلجؤون لنشر وتلفيق شائعات يحققون من خلالها نسب مشاهدات وتفاعل عالية مستغلين القضايا والمواضيع الأكثر جدلاً وتفاعلاً مثل أخبار الفن والفنانين علها تتحول لتريند يمكنهم من تحقيق كسب مادي لم يحلموا به يوماً، حيث أنه وبجولة سريعة على منصات التواصل نجد أن أكثر من 90 بالمائة من أخبار الفنانين ونقابتهم ملفقة ومفبركة وغير صادقة.
فعلى سبيل المثال تنتشر وبشكل دائم شائعات عن عقود وتراخيص لحفلات فنية في سورية بأرقام خيالية وبموافقة نقابة الفنانين، رغم أن النقابة ومن منطلق تخصصها المهني والخدمي تسعى دوماً لضبط أية تجاوزات أو تعديات على المهنة من قبل بعض من يسمون أنفسهم فنانين، حيث عملت النقابة على منع كل من يتفوه بمصطلحات بذيئة خلال حفلاته من الغناء في سورية، وكثير منهم كتبوا تعهدات والتزموا بعدم الإساءة للفن وللجمهور السوري.

 

وهذه الشائعات الكاذبة حالها كحال أية تلفيقات أخرى لا تعدو كونها محاولات “معيبة” لاستغلال الناس من خلال منصات التواصل الاجتماعي في سورية وخارجها، حيث يبقى هدفهم هو الربح والربح فقط حتى لو اضطرهم الأمر لنشر أخبار عن عائلاتهم وحياتهم الخاصة وليس فقط عن الفن والفنانين.

لذا بات من الضرورة بمكان أن نتوخى الحذر والدقة في قراءة الأخبار ومشاهدة المنشورات وأن نعود إلى مصادر الأخبار للتأكد من صحتها، كما أنه يجب ألا نحقق لهذه المنصات المشبوهة غايتها في “كسب المشاهدات والتفاعل” حيث أن التفاعل هو أساس الربح مما يعني أن التعليق إن كان إيجابي أم سلبي فإنه يحقق تفاعل وبالتالي ربح، لذا بإمكاننا إلغاء متابعتها والتبليغ عن أن محتواها مسيء عوضاً عن التفاعل معها، لذا ومن هذا المنطلق تترفع النقابة دوماً عن الخوض في أية تفاصيل لشائعات هنا وهناك أو لأخبار ملفقة يسعى فيها أصحاب المنصات المشبوهة لتحقيق تريندات من خلال تفاعلنا معهم.

 

 

المكتب الإعلامي في نقابة الفنانين / المكتب القانوني

المزيد..