من الغفران للندم والكثير غيرهما.. إياد الريماوي حينما ينطق الموسيقا
بعض الوقت تتطلبه تلك المقطوعة الموسيقية لإدراك إبداع مؤلفها ما هي إلا ثوان لتبدأ بملامسة الوجدان وتطرق باب أعمق ما يحتاجه الإنسان كما (الندم) فتارة تتكلم الواقع في (ضبوا الشناتي) وأخرى تقدح شرارة لقنديل ينير الطريق لما هو قادم كما في (الغفران) هذا ما يتردد داخل من يسمع أول مرة موسيقاه في الأعمال الدرامية ليظهر اسمه لاحقاً في الختام (المايسترو إياد الريماوي).
المايسترو الريماوي من مواليد العاصمة السورية دمشق عام 1973 أنهى دراسته الثانوية في مدرسة ابن خلدون وتابع دراسته الجامعية في كلية الهندسة الميكانيكية في جامعة دمشق.
بدايات الريماوي الفنية كانت مع العزف على آلة الغيتار في الثانية عشرة من عمره وفي الرابعة عشرة بدأ بتأليف ألحانه الخاصة وشكل فيما بعد برفقة مجموعة من أصدقائه الفرقة السورية الشهيرة (كلنا سوا) التي توجت بدايتها عام 1998 بإطلاقها ألبوم (سفينة نوح) أتبعته بألبوم (شي جديد) عام 1999 و(موزاييك) عام 2004 وأخيراً ألبوم (إذاعة كلنا سوا) الذي صدر عام 2008.
الريماوي قام بتألف وتلحين ما يزيد على خمس وعشرين أغنية لاقت شهرة واسعة في سورية والعالم العربي منها (سفينة نوح وكلما بشتقلك ولا تتغير ويا حلوة وإذاعة كلنا سوا ويوم اللي تغير العالم وشباكك مطفي ووصلو العسكر) كما قام بإعادة توزيع العديد من الأغاني التراثية منها (وين ع رام الله وعالمايا).
وعلى العديد من مسارح العالم قدم الريماوي مع فرقته الكثير من العروض وحصل على العديد من الجوائز والتكريمات منها التكريم في مقر الأمم المتحدة في نيويورك بعد الحفل الذي قدمته هناك عام 2005 كأول عرض فني سوري يقدم على مسرح الأمم المتحدة بحضور العديد من سفراء دول العالم.
وعام 2001 أسس الريماوي استديو التسجيل الخاص به وبدأ بتأليف الموسيقا التصويرية لمجموعة من أشهر الأعمال الدرامية منها (سيف بن ذي يزن وعربيات ومرايا وجرن الشاويش والغفران وضبوا الشناتي وقلم حمرة والندم وسوق الحرير) وغيرها الكثير كما قام بتأليف الموسيقا للعديد من المسرحيات مثل (أرق وكاريكاتور).
وآخر مشاريعه كان الرابسودي السوري الذي يعد أول عمل موسيقي مخصص للاحتفال بتاريخ الغناء الجماعي في سورية والعالم حيث عمل الريماوي على تأليفه وتوزيعه بمشاركة أكثر من 100 موسيقي ومغن بقيادة المايسترو ميساك باغبودريان وقدم للعالم في إكسبو دبي 2020.
والجدير ذكره أن الريماوي أول فنان عربي يوقع مع شركة (سوني ميوزيك) الموسيقية العالمية عام 2012 ليصدر بعدها ألبوم (حكايات من دمشق) الذي تضمن مختارات من أجمل أعماله في الموسيقا التصويرية.