تواصل الفنانة القديرة نادين خوري التقدم والإبداع في أدوارها الدرامية، حيث اتسمت تجربتها بالتنوع في الشكل والمضمون ولفتت أنظار المخرجين إليها لعدم تأطيرها بأدوار متشابهة كالمرأة الأرستقراطية أو الغنية، ومن هذه البوابة هربت من فخ التنميط، وقدمت أدواراً أخرى متنوعة أغنت مشوارها الفني الحافل بإبداع لم يتوقف.
وسعت خوري عبر الأدوار التي لعبتها في مختلف الأعمال الفنية إلى تجسيد أكبر طيف ممكن لنماذج المرأة السورية، مع دأب متصل بالتراكم والإنجاز بعيداً عن النمطية والتكرار، والذي تعتبره مقتل كل إبداع لتتميز بمسيرة فنية حافلة ومتنوعة، ضمن النمط المعاصر والتاريخي والكوميدي وأعمال البيئة الشامية، ناهيك عن تعدد الشخصيات واختلافها.
وتتواجد الفنانة القديرة نادين خوري هذا العام من خلال العديد من الأعمال التي تنوعت بين البيئة الشامية والاجتماعية، إضافة إلى الفانتازيا التاريخية، لتتصدر البطولة في أحدها، إضافة إلى أدوار مختلفة في الباقي من الأعمال.
ومن خلال أداء مختلف في الشكل والمضمون، فاجأت جمهورها هذا العام بشخصية درية خانم في مسلسل العربجي التي جسدتها بأسلوب متمكن وببراعة، فكانت المرأة القوية بحضورها ونفوذها والمحرك الأساس لأحداث العمل التي جعلت منها شخصية إشكالية مختلفة عما قدمته سابقاً، حيث استطاعت لفت الأنظار إليها من خلال أولى حلقات المسلسل، الذي هو من تأليف عثمان جحا – مؤيد النابلسي وإخراج سيف الدين سبيعي.
وتستكمل الفنانة نادين دورها في الجزء الثالث من مسلسل البيئة الشامية (حارة القبة) للمخرجة رشا شربتجي بشخصية نائلة، (أم ليلى) المرأة الأرملة صاحبة الحضور الجميل والشخصية المميزة بصمتها، فهي لا تنطق إلا عند قول الحق في إشارة لرجاحة تفكيرها وقدرتها على تحديد الوقت اللازم للنطق بقرارها.
خوري الحريصة دوماً على الابتعاد عن تأطير نفسها ولو تشابهت طبيعة الأعمال، اتخذت شخصية ماجدة زوجة الزعيم الذي يؤديه الفنان أسامة الروماني في مسلسل (مربى العز) لرشا شربتجي وتأليف معين علي الصالح، ضمن إطار قصة حب تحمل بين طياتها أحداثاً رائعة مليئة بالدراما والتشويق، حيث تدور حول ثلاث حارات شامية لكل منها زعيم ورجال يدافعون عنها.
وبين الحنان والقسوة، تؤدي خوري شخصية ليلى في المسلسل الاجتماعي عين الشمس للمخرج يزن أبو حمد، حيث تحافظ على خصوصيتها بعد طلاقها من زوجها لتعيش مع أخوتها ضمن جو أسري، لتكون امرأة تصور التباينات والنقاشات الخليطة المتنوعة في المجتمع السوري، وهو من تأليف مجموعة من الكتاب الذين حاولوا إضفاء بعض التشويق والأكشن إلى حياة المسلسل.
وتخرج خوري من خلال شخصيتها (أم زيد) عن المألوف في مسلسل ذئاب الليل إخراج سامي الجنادي، وهو فانتازيا تاريخية للكاتب هاني السعدي تشكل قصص الحب فيه محركاً لأحداث العمل تاركة بصمة خاصة بها في كل عمل تؤديه.
شذى حمود وأماني فروج