المرأة السورية نصف المجتمع وكل السينما

المرأة في السينما السورية

حضرت المرأة في السينما السورية عبر تاريخها الغني منذ ثلاثينيات القرن الماضي، ومنذ أول فيلم قدمته صناعة السينما عبر “المتهم البريء” عام 1927 كان للمرأة حضور مؤثر تجلى في عشرات الأفلام فجسدت دور الحبيبة والمرأة المضطهدة والأم الحنون لتشغل في سنوات الحرب على سورية دور المرأة القوية والمناضلة والشجاعة والمؤثرة.

بدايات السينما

كان ظهور المرأة في بدايات السينما مقتصراً على الاهتمام بقضايا شخصية وخاصة بها، إذ كانت تحاول الدفاع عن نفسها تحت سطوة الرجل، كما كانت تظهر أماً طيبة القلب، أو امرأة جميلة جمالها نقمة عليها.

وبتركيز على مفاهيم الذكورة وبحالة دفاع المرأة عن نفسها تجسدت تلك الحالة في ثلاثية (رجال تحت الشمس) من إنتاج المؤسسة العامة للسينما وإخراج نبيل المالح ومروان المؤذن ومحمد شاهين.

أما فيلم (السكين) للمخرج خالد حمادة وهو إنتاج قطاع خاص فأعطى شرعية لقمع المرأة وتقييدها، في حين صور المخرج وديع يوسف المرأة في أول أفلامه الروائية الطويلة (المصيدة) للقطاع الخاص بالضعيفة.

وبينما أتى المخرج غسان شميط بعد سنوات عدة وصور المرأة في فيلمه (شيء ما يحترق) في وجهين متناقضين بوصفها الإنسانة المعطاءة والمتفانية في الحفاظ على أسرتها وعلى النقيض أصل البلاء والشر كذلك، لم يخرج محمد شاهين في فيلمه (آه يا بحر) 1994 عن هذا الإطار واختصر دورها إلى شاهدة تدرك الأشياء بحدسها النقي والصافي.

وصوّر المخرج سمير ذكرى المرأة في  أفلامه الروائية الطويلة والوثائقية، فتناول في فيلمه الوثائقي (أحاديث عنهن) أوضاع المرأة في سورية ومشاركتها في جوانب الحياة ومدى ما وصلت من اندماج وتقدم في العمل.

المرأة في زمن الحرب

 

كان المنعطف الدراماتيكي في تصوير المرأة خلال سنوات الحرب، إذ قدمت السينما السورية على مدى أكثر من عشر سنوات أفلاماً عديدة بوأت فيها المرأة أدوار البطولة وجسدتها مناضلة وصامدة ومضحية.

من هذه الأفلام:

(أمينة) إخراج أيمن زيدان، قدم قصة أم سورية كوتها الحرب الإرهابية التي شنت على الوطن ومعاناتها من جراء تعرض ابنها الوحيد للشلل ونضالها لحماية أسرتها، وأدت دورها الفنانة نادين خوري.

(فانية وتتبدد)، إخراج نجدة إسماعيل أنزور، وظهرت المرأة في الفيلم من خلال أم نور التي جسدت شخصيتها الفنانة رنا شميس التي اختطف إرهابيو (داعش).

(درب السماء) و(نجمة الصبح)، إخراج جود سعيد، وكانت البطولة في الفيلم الأول نسائية، و أعاد الثاني تجسيد قصة حقيقية حصلت في مدينة حمص خلال سنوات الحرب محورها ظاهرة الخطف.

(مريم) و(الأم) و(سوريون)، إخراج باسل الخطيب تمحورت هذه الأفلام حول المرأة السورية زمن الحرب وسلطت الضوء على طبيعة المجتمع السوري، وقدم المخرج باسل الخطيب فيلم (لآخر العمر) الذي صور ما طال المرأة من مخاطر أثناء قيامها بعملها ولا سيما الإعلامية التي تعرضت للخطف على يد الإرهابيين.

لم تغب المرأة السورية عن السينما وتطور ظهورها فيها بتطور الحالة الاجتماعية وتطور هذا الفن.

المزيد..